"ذات صباح ,أفاق غريغور سامسا من نوم مثقل بالأحلام وقد وجد نفسه متحولا لحشرة ضخمة !" ..
بهذه الصاعقة ابتدأ الأديب التشيكي "الكابوسي" فرانزا كافكا رائعته المريضة الانمساخ metamorphosis , وهي لعمري من أكثر المقدمات التي هزتني في تاريخ الأدب الروائي , وقد نحى "مريضنا" كافكا إلى اعتماد التصوير الفوق واقعي بأبشع صوره حتى ينقل لنا باستخدام أدواته الوصفية المتطورة أقسى صور الاغتراب , تمزيق الضمير منتهيا بتوصيف بشع لسدرة المنتهى التهميشية ممثلا بكنس جثمان "المغترب" خارج المنزل ! ..
عبقرية هذه الرائعة "الكابوسية" تتمثل بجلاء ببعد أداوتها "الفوق واقعية" و قرب معانيها "الملامسة" لواقع يتكرر كثيرا على صعيد شخصي ,عاطفي أو حتى مجتمعي ..
قفز لذهني هذا "الكابوس" عندما كنت أتأمل كثبا في واقع الكثير من مثقفي هذا البلد و مفكريه , و كيف أن اليد القدرية التي أجبرت "غريغور" على "الانسلاخ " من طبيعته البشرية ,استبدلت بيد "موروث جمعي " أجبر هذا المفكر على "الانسلاخ" من انتمائه "المجتمعي" ..
لا نكاد نجد بلدا غنيا في مكان في العالم يعاني من ظاهرة نزيف و استنزاف المفكر و المبدع كما تجده في هذا البلد , عندما "يستفرد" المفكر برؤية إصلاحية لمجتمع ينتمي له و يحبه ,و يقابله هذا المجتمع بأقسى الأحكام التصنيفية و الإقصائية , هذا المنظور يساهم في تشكيل الطبيعة "الاغترابية" للمثقف كما حصل لصرصار كافكا , متبعا بصراع داخلي يعتمر في نفس المثقف بين "ولائه لوطنه و رغبته في الارتقاء به" و بين " أنا حي هنا أرزق فلتزأر العاصفة" ..
ينتهي هذا الصراع بتغلب أحد السيناريوهات التالية , تغلب ثقافة اللامبالاة فيتم اغتيال و تهميش "المفكر" و يبقى "الإنسان المستنسخ" , أو بتغلب "النزعة الوطنية" فيتم مجازاة هذا المثقف بتهميش و إقصاء مجتمعي بين قبضة مؤسساتية إكليروسية منتفعة لا ترحم ,و سياسي ضبابي النزعة البراغماتية , و موروث مجتمعي قاس على من يرغب بتغييره ..
انتهى "الكابوس" الكافكي بجثة ميتة يتم "كنسها" ..كلي أمل ألا يلقى "مفكرونا" المصير نفسه ..على يد من يبذلون الغالي و الرخيص للارتقاء به ..
بهذه الصاعقة ابتدأ الأديب التشيكي "الكابوسي" فرانزا كافكا رائعته المريضة الانمساخ metamorphosis , وهي لعمري من أكثر المقدمات التي هزتني في تاريخ الأدب الروائي , وقد نحى "مريضنا" كافكا إلى اعتماد التصوير الفوق واقعي بأبشع صوره حتى ينقل لنا باستخدام أدواته الوصفية المتطورة أقسى صور الاغتراب , تمزيق الضمير منتهيا بتوصيف بشع لسدرة المنتهى التهميشية ممثلا بكنس جثمان "المغترب" خارج المنزل ! ..
عبقرية هذه الرائعة "الكابوسية" تتمثل بجلاء ببعد أداوتها "الفوق واقعية" و قرب معانيها "الملامسة" لواقع يتكرر كثيرا على صعيد شخصي ,عاطفي أو حتى مجتمعي ..
قفز لذهني هذا "الكابوس" عندما كنت أتأمل كثبا في واقع الكثير من مثقفي هذا البلد و مفكريه , و كيف أن اليد القدرية التي أجبرت "غريغور" على "الانسلاخ " من طبيعته البشرية ,استبدلت بيد "موروث جمعي " أجبر هذا المفكر على "الانسلاخ" من انتمائه "المجتمعي" ..
لا نكاد نجد بلدا غنيا في مكان في العالم يعاني من ظاهرة نزيف و استنزاف المفكر و المبدع كما تجده في هذا البلد , عندما "يستفرد" المفكر برؤية إصلاحية لمجتمع ينتمي له و يحبه ,و يقابله هذا المجتمع بأقسى الأحكام التصنيفية و الإقصائية , هذا المنظور يساهم في تشكيل الطبيعة "الاغترابية" للمثقف كما حصل لصرصار كافكا , متبعا بصراع داخلي يعتمر في نفس المثقف بين "ولائه لوطنه و رغبته في الارتقاء به" و بين " أنا حي هنا أرزق فلتزأر العاصفة" ..
ينتهي هذا الصراع بتغلب أحد السيناريوهات التالية , تغلب ثقافة اللامبالاة فيتم اغتيال و تهميش "المفكر" و يبقى "الإنسان المستنسخ" , أو بتغلب "النزعة الوطنية" فيتم مجازاة هذا المثقف بتهميش و إقصاء مجتمعي بين قبضة مؤسساتية إكليروسية منتفعة لا ترحم ,و سياسي ضبابي النزعة البراغماتية , و موروث مجتمعي قاس على من يرغب بتغييره ..
انتهى "الكابوس" الكافكي بجثة ميتة يتم "كنسها" ..كلي أمل ألا يلقى "مفكرونا" المصير نفسه ..على يد من يبذلون الغالي و الرخيص للارتقاء به ..
Will I be that Giant Bug of Kafka when I go back? Read this few times and worryingly wondering!
ردحذف